أسهمت المؤسسة الدينية في مجتمعنا في تكريس الخرافات، وإعطاء الدين صبغة خاصة لا يستطيع الإنسان التعاطي معها بسبب القداسة التي وضعوها حول هذه المعتقدات الدينية ، وقد تمكن الكثير من هؤلاء المتدينون من بث هذه الأساطير في عقول الكثير من أفراد المجتمع وذلك باستغلال إيمان الناس بالغيب.
فالجميع يؤمن بالغيب ولكن يختلف حقيقة هذا الغيب وعلى ما يستند عليه من شخص لآخر.
ولكن المتدينين إستغلوا وجود الجن في تمرير بعض الألاعيب وخلط المسائل الغيبية الصحيحة والموثقة التي جاء بها الوحي من الله وبين القضايا الخرافية مثل دخول الجن في الإنسان وسيطرته على سلوك الشخص.
ولم نسمع من أي عالم متدين أو شيخ من شيوخنا الأفاضل إظهار حقيقة تلبس الجن في جسم الإنسان والسيطرة عليه, ولكنهم آثروا السكوت عن مظاهر هذا الجهل والتخلف ، والسبب هو الخوف على مكانتهم الدينية والعلمية أو الإجتماعية فيضطروا إلى السكوت عن هذه المعتقدات والخرافات والتي لا تمت للدين بصلة.
كما أنهم سكتوا عن كثير من الممارسات الخاطئة التي يمارسها الناس في التبرك وطلب الحاجة من الإدعائات التيي تظهر بين الفينة والفينة في أيام عاشوراء كما حدث لنا في صفوى وقصة الماء المبارك.
وكذلك لبعدنا عن توثيق كرامات أهل البيت عليهم السلام وما يدعيه الكثير منا بأنها كرامات أصبحنا لا نفرق بين الصحيح منها والمزور.
ومع سكوت الشيوخ وأهل الدين وغض الطرف من المؤسسة الدينية عن هذه الممارسات الخاطئة فتح المجال للمحتالين والمتلاعبين.
فلا نستغرب حين نسمع أن الكثير من هؤلاء المحتالين من يصطاد في الماء العكر لأننا بجهلنا وإيماننا بالخرافة والكرامات المزيفة هيأنا لهم أرضية خصبة من الجهل يستطيعوا أن يمرروا ألاعيبهم علينا ويستفيدوا من جهلنا لتنفيذ مصالحهم الخاصة.
ومن هنا نسمع الكثير من الخرافات على منابرنا بتفسير المنام والرؤية وكلها " أضغاث أحلام " وصنع قواعد للخرافة. وما تفسير الكثير من هؤلاء المتدينين لأحلامنا إلا دليل على جهلنا وبعدنا عن العلم . وما نراه من قراءة للبروج وتفسير للأحلام إلا دليل على الضحك على الذقون من أناس يدعون العلم وتفسير الأحلام. وما نطلبه من هؤلاء الدجالين لحل مشاكلنا إلا إيمانا بأن هؤلاء الدجالون سيحموننا من الجن أو من الأرواح الشريرة وما يكتبونه لنا من طلاسم إلا دليل على عدم توكلنا على الله. وهنا نسأل لماذا يقوم بعض المنتمين للمؤسسة الدينية بهذه الأدوار السلبية ؟
ما يريده هؤلاء الدجالون هو الهيمنة الاجتماعية والنفوذ ، فلا يحتاج من يؤمن بالخرافة أن يتعب نفسه في تحصيل السبب العلمي للمشكلة ، لان الكرامات والمعاجز هي التي ستشفيه كما يدعي الكثير من خطبائنا وشيوخنا.
ما هو دور الشيوخ وعلماء الدين لتصحيح هذه الظواهر الخرافية ؟
1. يجب على علماء الدين أو الشيوخ تنقية الخرافات من مقالاتهم ومن الروايات التي يلقونها على أفراد المجتمع في خطبهم.
2. على الشيوخ أو الخطباء أن يكرسوا التفكير العلمي بدل المبالغة في النزعة الغيبية.
3. التصدي لظواهر الخرافة في المجتمع وبث المعتقدات الصحيحة في المجتمع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4. التحقيق في كل خرافة الثقافة الاجتماعية ووضع التشريع معيار للقبول والرد.
5. أن ينقحوا الدين من الخرافة والأساطير، وأنا لا القي بالوم فقط على العلماء،
6. بل أيضا علينا نحن أبناء المجتمع أن نهيء للعالم الأرضية الصحيحة لمنعه من مارسة الدور السلبي.
7. بل الواجب علينا التفكير وتعلم علوم أهل البيت من عالم رباني،حتى لا تنطلي علينا الخرافات والألاعيب و مروجيها والمحتالين باسم الدين.
شكرا الواقعي